عقد اجتماع المجلس المركزي للجماعة عبر الإنترنت مساء الجمعة 3 أبريل
انعقد الاجتماع الأول للمجلس المركزي في العام الجديد عبر الإنترنت مساء الجمعة 3 إبريل برئاسة الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بيراني الأمين العام لجماعة الدعوة والإصلاح.
وفيما يلي نص كلمة الأمين العام:
بسم الله الرحمن الرحیم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
ربنا آتنا من لدنک رحمة وهیئ لنا من أمرنا رشدا ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار ربنا وآتنا ما وعدتنا على رُسُلِک ولا تخزنا یوم القیامة إنک لا تخلف المیعاد ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذین سبقونا بالإیمان ولا تجعل فی قلوبنا غلاً للذین آمنوا ربنا إنک رؤوف الرحیم اللهم انصر إخواننا المجاهدین المرابطین فی فلسطین وفی مسرى رسول الله صلی الله علیه وسلم. اللهم واحفظ أهل فلسطین والمسجد الأقصى من کید الظالمین وأیدهم بنصرک وانزل علیهم سکینتک یا أرحم الراحمین وارحم شهداءهم واشف جرحاهم وافتح علیهم أبواب رحمتک حیث الأبواب مغلقة علیهم اللهم إنا نستودعک غزة وأهلها و أرضها و سماءها وبحرها ومجاهدیها. اللهم احفظهم بحفظک یا من بیده ملکوت السماوات والأرض آمین برحمتک یا أرحم الراحمین.
بقبول طاعاتکم وبرمضان كريم ملؤه البركات والنعم وطلب التوفیق والنجاح في الوصول إلى الأهداف والمصالح السامية للمدرسة الرمضانية، فإنني أبدأ کلمتي بمقال استغرق وقتا طويلا في الجمعية العامة للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين تحت عنوان «من المُؤَسِّسِ إلى المُؤَسَسیةِ».
وبالطبع بالنسبة للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين فإن الشيخ القرضاوي رحمه الله كان المؤسس والقائد، أما الآن فإن الاتحاد وغيره من المنظمات بحاجة إلى ترك الطريقة التقليدية في العمل حتی تدار بمهنية وبنظام تنظيمي وبرفقة وتعاطف الأعضاء والمسؤولين والمدراء.
وفي اللقاء الذي خصص لهذه القضية أكدت بعض الشخصيات أنه نظرا للتغيرات والتحولات الكثيرة والسريعة والعميقة التي تحدث في قطاع التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي واجهت کثیر من المعاییر الثقافية والاجتماعية والسياسية والدينية والأخلاقية على المستوى العالمي والإقليمي والوطني، بتحدیات کبیرة ووفرت أسباباً لتهجیر بعض الفرص ونقاط القوة والضعف وكذلك القدرات والتهديدات، وبالتالي فإن أي نمو وتنمية مستدامين لا يمكن تحقيقهما إلا في ضوء نشاط جماعي منظم منسق وهادف.
كما أكدوا على أهمية التخطيط والإدارة الصحيحة والعلمية والواقعية وتوفير الظروف الملائمة للألفة والتعاون بين الشعوب الإسلامية في ظل الظروف التي يمر بها العصر الحالي وخاصة العالم الإسلامي.
وعليه، فإن الجماعة تحتاج أكثر فأكثر إلى دعم وتعاطف أعضائها وإداراتها ومسؤوليها حتى تتمكن من تهيئة الأرضية اللازمة لتحقيق خططها وسياساتها.
وفي هذا السياق، ينبغي أن نتذكر أن الأصل والقاعدة هو أن مديري الجماعة ومسؤوليها على دراية جيدة بالخطط والسياسات والمواد والمرافق والإمكانات، وكذلك أوجه القصور والعقبات والتهديدات، وقد فهموا عظمتها وأهميتها.
ومن الواضح أن الهدف الأساسي للجماعة في كافة برامجها وأنشطتها وجهودها هو المشاركة الفعالة في توفير ظروف ملائمة وبناء أساس اجتماعي لائق للمواطنين.
والجدير بالذكر أنه من الضروري في عصرنا هذا أن أن تکون الأفكار الإصلاحية والأساليب التوجيهية للمنظمات والتيارات الإسلامية علی درجة من الظهور والقبول حتى تصبح بديلاً مناسباً لاختيار وتفضيل الآخرين. خاصة وأن الدور الرئيسي للدين في هدایة الإنسان هو تنظيم الحياة وإضفاء المعنى عليها وتكييف الحياة الاجتماعية مع الأهداف السامية للدين والفضائل الأخلاقية.
لذلك، من المناسب أن یقوم جميع المدراء والمسؤولون وأعضاء الجماعة المحترمين، بالابتكار والإبداع والتفاعل بشكل واقعي مع الظروف والمواقف الجديدة إلی جانب الفهم الدقیق للمهمة والخطط والسياسات والاستراتيجيات لأن قواعد مثل: «مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّک بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ» (فصلت:41) «وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى»(فاطر:18) «وَکلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا»(مریم:95) تحکم علی طبيعة أنشطة الجماعة، وحساب الإنسان مع ربه أمر فردي.
وعلى هذا فإن معنى ومفهوم العضوية داخل الحركة والتنظيم الإسلامي لا يقتصر فقط على الانتساب والانتماء، بل المسؤولية مشتركة بين جميع الأعضاء؛ وضرورة الالتحاق الواعي للإنسان في جماعة أو منظمة هادفة هي الخطوة الأولى لقبول المسؤولية ولعب دور إيجابي من أجل تحقيق رسالة المنظمة وأهدافها، بحيث تندرج في فئة: " وَالَّذِينَ جَاهَدُوا سَنَصْبِرُونَهُمْ" (العنكبوت:69).
لسوء الحظ، في بعض الأحيان أصبح عدم قبول المسؤولية والتهرب منها أحد التحديات الکبری التي تواجهها الجماعة.
وفي الختام، وبالنظر إلى المضامين المذكورة أعلاه، من جهة، والإمكانيات والمرافق والقدرات واحتياجات المجتمع المستهدف، وحجم التطورات الفكرية والثقافية والاجتماعية وعمقها، فضلا عن الوضع الحالي الذي تعيشه بلادنا من ناحية أخرى، من المناسب تقليص وتعديل المسؤوليات المركزية وتفویض بعضها إلى المكاتب والفروع، وجعل الهيكل التنظيمي قدر الإمكان مناسبا لطبيعة الجماعة ومرافقها وقدراتها، فمن المناسب اتخاذ إجراءات حكيمة ومنسقة لتعزيز الحيوية والديناميكية والشعور بالمسؤولية والنشاط المؤسسي في الجماعة إن شاء الله.
وبعد كلمة الأمين العام، قام أعضاء المجلس المركزي، أثناء إقرارهم لعملية انتخاب ممثلي المؤتمر المنتخبين في الفروع، بمناقشة تحضير المؤتمر ومشروع الدستور والمهمة، والوضع الحالي للجماعة.
الآراء